شبـاك / الوجع ~.

عبدالعزيز العميري

وجه


(وجه)

قـبْـل مَا ظلـِّـي يأذِّن للغرُوبْ
مِنْ يبَادِلــْني الكلام
وْيفتَحِ لـْخوفي مَنَافذ للهرووووب ؟!
في الحناجر أُغنياتٍ تكرَهِ القضبان
واخْتارت تموووت !
ليتها كانت نخيل
وعلـَّمتـْني الصبْر في عزِّ الجفاف
منطوي
هذا انا ؟!
منِّي اخاف
في الْمدى شارد وحيد
لاصَدَى
مِثْل الكراسي اللي امامي
وْما اقول إنِّي حزين !!
من وشى للريح عن حلمي وَبَابي؟!
وْعن سراج ٍ كان يحْرسني مِنِ سْيوف الظلام ؟!


يا أناي :

لاتـداكي تعـْـبَكَ بْهذي البيوت
___________ الظلال توحَّشَت صارت رمـــاح 

يمكن الليله يمـرَّك الف صوت
___________والف وجه يـْجيب في قلبك جراح

دير ظهْرك ابلغ الصَّدْق / السكوت
___________كـلَّ طـــير ٍ تطلــقه للـريح طــاح !!

علـَّـقَـتـْـني الارْض في سقـْـف السما وْقالـت لِيَ ارْحل
وْما بقى لي من جناح
لجْلَ أعوَّد
أو أطير
من يفكَّ قـْيودَهَا من معْصمِي ؟!
آنا جسَد عاري وَكلـِّي أرْتجَفْ
مخذول حتى من 

د
مِ
ي
 
دشداشتي ملـَّـت عظامي
للأسف
واخْتارَتَ الرَّيح !
وْرغـْـم هذا
كل َّ شيَّ بْخير لكن :

عابس ٍ مثل الشواطي اللي تفارقها النوارس

___________ مالهـا إلا تــمــنـَّـي رْمالــها بْسـرب ٍ جــديد

الحياة اشْـبه بزنزانه عليها الموت حارس
___________والـزمن شمْــس وْسنين العمْــر قطـْـعـه من جليد

وْلاظِلال
طاحَتَ أوراقي
وَمِن يحكي لها الاوراق عن حزْن الشجَرْ؟!
كيف السقوطِ يْعرِّي الاغصان من كل الملامح
هذا وجْهي
ولاَّ وجْه
الانْكسااااااااار؟!
صرت ارمِّم في صميم الذات لاحْزاني بلاد
وْيمكن الليله
أعير البرْد معْطف من سهـاد
وين أفتـِّـشـْـني عليَّ؟!

العطـَـش قدَّام والرَّحْلة تعَب والدرْب وين؟!
___________من تداعى العمْر طاح الحظ َّمن عالي سماه

كلَّ ماشفـْـت المرايا سال من عيني الحنين
___________شفْـتنِي ..كهْـل ٍ ضريروْتخْـذَلـَه حتى عصاه

من أنا ؟ هذا الضعيف اللي يخاتْلْه الإنين
___________أو أنا أســم ٍ غــريب ٍ خانَـتـَـه كلِّ الشفـاه

بـاقي ٍ مزروع في حارة قديمه وْبيت طين
___________مخْتِنقْ ..طارت كفوفي للسَّما بآخر صلاه

جيـت امدِّ لـْحلمِي الأعمى فضا واهْديه عين
___________لكن الايـام خانت ..والحلـَـم ضيـَّـع فضـــاه

من يعلـَّـق صورتي لو غبْت عـ جْدار السنين؟!
___________وْمـن يغنِّـيني قـصيدة خالده بْفـمِّ الحيـاه؟!

لو لهَا الـْبيبان صُوتِ يْحاكي الصمَّت الدفين
___________ما نَـبَـتْ في هذي الجـدران وجْهِ يْصيح آه!

:

عبدالعزيز  

1 التعليقات:

لا أعلم أي صدفة قادتني لشباك الوجع .. ما أعلمه أنني كنت بحاجة شديدة لهذا الوجه ..
وكأنني كنت أبحث عنه من زمن !

كيف للشعر أن يصل إلى أعماق قلوبنا ويفجر مشاعر سنوات اندفنت هنا على صدري ،
إعتدت أن أقرأ الشعر بصوت خافت ، هذه المرة قرأته بعينٍ دامعة !

بقيت على هذه الصفحة كثيرا ،

الشاعر عبدالعزيز العميري ، الإسم الوحيد الذي أحب أن أقرأ له دائما في الشعر النبطي ، الشاعر الأقرب لذائقتي الشعرية !

نقلت القصيدة على دفتري الخاص ، أحتاج أن أعود لها مرات ومرات ! . .

*تنهيدة* ماذا أقول أكثر !

 

إرسال تعليق